السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب إليه ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله و أصحابه ومن تبعهم بإحسان وسلم تسليما. أما بعد:أيها الناس اتقوا الله تعالى وقوموا بما أوجب الله عليكم من حقه وحقوق عباده واعلموا أن من أعظم حقوق العباد عليكم حق الوالدين وحق الأقارب فقد جعل الله تعالى ذلك في المرتبة التي تلي حقه المتضمنة لحقه وحق رسوله صلى الله عليه وسلم فقال تعالى (وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئاً وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً وَبِذِي الْقُرْبَى)(النساء: من الآية36) وقال تعالى (وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً) (الاسراء: من الآية23)
ولقد جعل النبي صلى الله عليه وسلم بر الوالدين مقدماً على الجهاد في سبيل الله ففي الصحيحين عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال سألت النبي صلى الله عليه وسلم أي العمل أحب إلى الله قال: (الصلاة على وقتها قلت ثم أي قال بر الوالدين قلت ثم أي قال الجهاد في سبيل الله) وفي صحيح مسلم أن رجلاً أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال أبايعك على الهجرة والجهاد أبتغي الأجر من الله قال فهل من والديك أحد حي قال نعم بل كلاهما قال النبي صلى الله عليه وسلم فتبتغي الأجر من الله قال الرجل نعم قال فأرجع إلى والديك فأحسن صحبتهما وفي حديث إسناده جيد أن رجلاً قال يا رسول الله إني أشتهي الجهاد ولا أقدر عليه قال هل بقي من والديك أحد قال نعم أمي قال النبي صلى الله عليه وسلم قابل الله في برها فإذا فعلت ذلك فأنت حاج ومعتمر ومجاهد
اللهم إني اسألك أن توفقنا للقيام بما يجب علينا من بر أمهاتنا وآباءنا وأن تعيننا على اصلاح اولادنا وأهلنا وتربيتهم تربية صالحة ينشئون عليها حتى يحمدونا أحياء وأمواتا
واعلموا أيها الاخوة إن خير الحديث كتاب الله وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة في دين الله بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار فعليكم بالجماعة عليكم بالجماعة عليكم بالجماعة وهي الاجتماع على دين الله ظاهراً وباطنا بالإيمان والعمل الصالح و التواصي بالحق والتواصي بالصبر والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر عليكم بالجماعة فإن يد الله على الجماعة ومن شذ شذ في النار
0 comments :